recent
أخبار ساخنة

العظيم


قال الله تعالى: ( فسَبحْ باسمِ رَبكَ العظِيمِ ) [الحاقة:52]، وقال سبحانه: ( إنه كَان لا يُؤمِن بالله العظِيمِ ) [الحاقة:33] . والعظيم سبحانه هو الذي جاوزَ قدْرُه حدود العقل لجلالته وعظمته، وجل عن تصور الإحاطة بكنهه وحقِيقته، فهو العظيم الواسع الكبير في ذاته وصفاته، فعظمة الذات دل عليها سعة كرسيه السماوات والأرض . أما عظمة الصفات فالله سبحانه وتعالي له علو الشأن فيها، ليس كمثله شيء في كل ما وصف به نفسه في كتابه وسنة نبيه صل الله عليه وسلم . وإذا كان عرشه سبحانه قد وصفه بالعظمة وخصه بالإضافة إليه والاستواء عليه، فما بالك بعظمة من استوى عليه، وينبغي أن نعلم أن عظمة الله في ذاته لا تكيَّف ولا تحدُّ لطلاقة الوصف وعجزنا عن معرفته، فنحن لم نر الله ولم نر له مثيلا . ومن الدعاء باسم الله العظيم ما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (كَلمتانِ خفِيفتانِ على اللسَانِ، ثقِيلتانِ فِي المِيزَانِ حبيبتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحان الله العظِيمِ سُبْحان الله وبحمْدِه)
وصح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: (أعُوذ بالله العظِيمِ وبوجْهه الكَرِيمِ وسُلطانه القدِيمِ مِن الشيْطانِ الرَّجِيمِ)
ومن حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (اللهمَّ اجْعل فِي قلبي نورًا وفِي بَصَرِي نورًا وفِي سَمْعِي نورًا وعن يَمِينِي نورًا وعن يَسَارِي نورًا وفوقِي نورًا وتحتِي نورًا وأمَامِي نورًا وخلفِي نورًا وعظمْ لي نورًا)
(اللهمَّ احفظنِي مِن بينِ يَدَي ومِن خلفِي وعن يَمِينِي وعن شِمَالي ومِن فوقِي، وأعُوذ بعظمَتك أن أغتال مِن تحْتِي)
وصح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه أو ظلمه فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى، عز جارك وجل ثناؤك ولا اله إلا أنت)

ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه العظيم تعظيمه حدود الله وشعائره باتباع النبي صل الله عليه وسلم في ذلك؛ لأنه ليس بعد تعظيم النبي صل الله عليه وسلم لربه تعظيم، فالصحابة الذين عاصروه هم سلفنا الصالح، وهم الذين آمنوا بخبر الله وصدقوه ونفذوا أمره وأحبوه، ففي باب الخبر كالصفات وسائر الغيبيات أثبتوا ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله صل الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وفي باب الأمر أطاعوا ربهم عن محبة وتعظيم، يسارعون إلى مرضاته، ويغارون على حرماته، ويؤدون الواجبات ويسارعون في الخيرات حتى أصبحت المباحات لديهم طاعات وقربات تشهد بتوحيدهم لله وعبوديته وتعظيمه ومحبته .

google-playkhamsatmostaqltradent