الديانة الفرعونية من أقدم الديانات التي امتدت في التاريخ قبل سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، واعتقد المصري القديم أن السماء نوت والأرض جيب ولدت من زواج إلهين هما شو وتفنوت، ومن زواج السماء والأرض ولد أربعة آلهة، هم أوزوريس وسيت وإيزيس ونفتيس؛ فتزوج الإله أوزوريس من إيزيس، و الإله سيت من نفتيس، وقد أنجبت إيزيس الإله حوروس، أما سيت فكان عقيما لا ينجب.
وبعد فترة قتل الإله سيت أخاه الإله أوزوريس وقطع جسده إلى أربع عشرة قطعة وزعها في جميع أرجاء مصر، ولكن إيزيس عثرت عليها وجمعتها، ونفخت فيها الحياة، فقام الإله من بين الأموات، ولكن الإله أوزوريس قرر مغادرة الأرض والصعود إلى السماء، وهناك رحب به رهط الآلهة وأعطوه سلطة مطلقة على عالم الموت، فصار قاضيا في العالم الأسفل يحاسب الموتى على ما قدمت أيديهم في الحياة الدنيا، أما أخاه سيت فقد حول نشاطه العدواني إلى حوروس الذي ورث عرش أبيه، وابتدأت جولات لا تنتهي من الصراع بين الطرفين.
واعتقد المصري القديم أن الإنسان بعد الموت سينال حقلا في إقليم ما، يشبه ما هو في مصر، ويخترقه نهرٌ يشبه النيل، أما بعد بناء الأهرام فقد اعتقد أنه سيخلد بعد الموت خلودا سرمديا على هيئة إله، وسوف يتحول كل عضو من أعضاء المرء إلى رب قائم بذاته، أو عضوا في جسد إله معين على أي صورة كائنة في الطبيعة.
ومن هنا ظهر تعدد الآلهة عند المصريين القدماء، فجعلوا العجل أبيس إلها لخصوبة الأرض، وجعل قرص الشمس بأشعة تنتهي بيد آدمية تمسك مفتاح الحياة الإله آتون، وقد عبده أخناتون وجعله الإله الأوحد، وجعلوا صورة الكبش أو الإوزة الإله آمون ملك الآلهة، وجعلوا كلب جالس على قاعدة الإله أنوبيس حامي وحارس الجبانة، وجعلوا رجلا يعلو رأسه تاج مكون من أربع ريشات الإله أنوريس، ويعني اسمه الذي يحضر البعيدة، وجعلوا امرأة تحمل علامة العرش على رأسها، أو تلبس تاج عبارة عن قرنين بينهما قرص الشمس الإله إيزيس الساحرة.
وقد صدق فيهم قول الله تعالى عن يوسف عليه السلام وهو في مصر حين كان في السجن:يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ يوسف:٣٩/٤٠.
