recent
أخبار ساخنة

القَاهِرُ

قال تعالى: ( وهو القاهر فوق عبَادِه وهو الحكِيم الخبير)[الأنعام:18] .

والقاهر سبحانه هو الغالب على جميع الخلائق على المعنى العام، الذي يعلو في قهره وقوته، فلا غالب له ولا منازع، بل كل شيء تحت قهره وسلطانه، ويستحيل أن يكون للعالم إلا إله واحد، لأن الله قاهر فوق عباده له علو القهر والغلبة، فلو فرضنا وجود إلهين اثنين مختلفين ومتضادين وأراد أحدهما شيئا خالفه الآخر، فلا بد عند التنازع من غالب وخاسر، فالذي لا تنفذ إرادته هو المغلوب العاجز والذي نفذت إرادته هو القاهر القادر، وهو سبحانه الذي قهر كل شيء  وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء، وعلا على عرشه فوق كل شيء .

ومن الدعاء بما يناسب اسم الله القاهر ما صح من حديث الحسن  أنه قال: (عَلمنِي رَسُول الله صلى  الله عليه وسلم كلماتٍ أقولهن في قنوتِ الوِتر: اللهم اهدِني فيمن هدَيت، وعَافنِي فيمن عَافيت، وتولنِي فيمن توليت، وبَاركْ لي فيما أعطَيت، وقِنِي شر ما قضيت، إِنك تقضي ولاَ يقضى عَليك، وإِنه لا يذِل من واليت ولاَ يعزُّ من عَادَيت، تبَارَكت رَبنا وتعَاليت) ( ) .

ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه القاهر خضوعه الكامل لله سبحانة وتعالي توحيدا له في اسمه القاهر، والاستعلاء على الأعداء بعزة الإسلام ثقة ويقينا في ربه القاهر، وقد صح من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى  الله عليه وسلم قال: (لا تزال عصَابَة من أمتِي يقاتِلون عَلى أمر الله قاهرين لعَدُوهم لا يضُرهم من خالفهم حتى تأْتِيهم السَّاعَة وهم عَلى ذلك) ( ) .

والله سبحانة وتعالي وعد المؤمنين بالعلو والنصرة والتمكين والغلبة، ورتب ذلك على توحيد العبد لربه والتجائه إليه، ثم صدق التوكل عليه، ثم الأخذ بأسباب القوة ما استطاع إلى ذلك سبيلا؛ فإتقان الأخذ بأسباب القوة من علامات التوحيد، لأن الله سبحانة وتعالي قادر على أن يقهر الظالمين بأمره الكوني لكنه جعل العباد مبتلين بتدبيره الشرعي، لتظهر آثار أسمائه فيهم، فلا بد للموحدين أن يستعينوا بالله القاهر أولا ثم يتقنوا الأخذ بأسباب القوة عند اللقاء لينتصروا على الأعداء، وذلك يشمل كل ما هو في مقدور البشر من العدة والآلة والقوة والحيلة، وتقديم الإخلاص والصدقة ورد المظالم وصلة الرحم، ودعاء مخلص، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وأمثال ذلك من الأسباب الموجبة للنصر  .

google-playkhamsatmostaqltradent