recent
أخبار ساخنة

الإلهُ


قال تعالى: ( وإِلهكُم إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلا هوَ الرَّحمن الرَّحِيم)[البقرة:163] .

والإله سبحانه هو المعبود بحق، المستحق للعبادة وحده دون غيره، وقد قامت كلمة التوحيد في الإسلام على معنى الألوهية، فالإله هو المستحق للعبادة المألوه الذي تعظمه القلوب وتخضع له وتعبده عن محبة وتعظيم وطاعة وتسليم، أما الرب فمعناه يعود إلى الانفراد بالخلق والتدبير، ولذلك كان التوحيد الذي أمر الله سبحانة وتعالي به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية، بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا،ويكون الدين كله لله، فلا يخاف العبد إلا الله، ولا يدعو أحدا سواه ويكون الإله سبحانه أحب إليه من كل شيء؛ فالموحدون يحبون لله، ويبغضون لله، ويعبدون الله ويتوكلون عليه .

ومن الدعاء باسم الله الإله 

ما صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دَعوة ذِي النونِ إِذ دَعَا وهو في بَطنِ الحوتِ لا إِله إلا أنت سُبحانك إِني كُنت من الظالمين، فإِنه لم يدعُ بها رَجُلٌ مسلم في شيءٍ قطُّ إلا استجَابَ الله له) ، ومن حديث ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إِله إلا الله العَلىُّ العَظِيم، لا إِله إلا الله الحليم الكريم، لا إِله إلا الله رَب العَرشِ العَظِيم، لا إِله إلا الله رَب السَّماواتِ والأرضِ ورَب العَرشِ العَظِيم) 

ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الإله

 أن يحقق توحيد الألوهية على وجه الكمال، فهو الغاية التي خلق الله الناس من أجلها، وهو أول الدين وآخره وظاهره وباطنه، فوجب على المسلم الذي اعتقد أن إلهه هو الإله الحق، وأن كل ما سواه خاضع له طوعا وكرها أن يوجه قصده وطلبه في الحياة إلى العمل في مرضاته، وأن يسلك أقرب الطرق والوسائل إليه، وهو طريق السنة والاتباع دون الهوى والابتداع .

وإذا وفقه الله إلى الطاعة وأدى توحيد الألوهية نسب الفضل في طاعته إلى ربه، وأنها كانت بمعونته وتوفيقه لما سبق من قضائه وقدره، ولا ينسب الفضل في ذلك إلى نفسه؛ أو يمن به على ربه، فلا بد له على الدوام من توحيد العبادة والاستعانة معا، فيرقى بهمته مدارج السالكين ويقطع في سعيه إلى ربه منازل السائرين يتقلب فيها بين إياك نعبد وإياك نستعين .
google-playkhamsatmostaqltradent