recent
أخبار ساخنة

ما هو قياس التمثيل ولماذا لا يجوز استخدامه في حق الله؟

قياس التمثيل هو إلحاق فرع بأصل في حكم جامع لعلة؛ وهو جائز في باب الفقه، ومثاله قياس مخدر الحشيش كفرع على الخمر كأصل في حكم التحريم لعلة الإسكار وذهاب العقل، وهذا القياس وإن كان استخدامه جائزا في باب الفقه وقياس الأشياء في عالم الشهادة،  فإنه لا يجوز استخدامه في حق الله، فلا يصح قول الممثل: استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على العرش، وله وجه كوجه الإنسان، ويد كيد الإنسان؛ لأن الممثل جعل صفة الإنسان التي لا يعرف غيرها أصلا، وجعل صفة الله عز وجل التي دلت عليها النصوص فرعا، ثم طابق الفرع على الأصل، وحكم بينهما بالتماثل.


 


ولو سئل عن السبب في هذا التمثيل؟ لقال: لأن الله له أوصاف، والإنسان له أوصاف؛ قد ذكرت بنفس الألفاظ، فهذا يقتضي التماثل، ومن أجل ذلك حكمت بأن استواء الله على العرش يماثل استواء الإنسان، ووجه الله يماثل وجه الإنسان، ويد الله تماثل يده، وهكذا في سائر أوصاف الله وأوصاف الإنسان، قيل له: ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق، فمن نفى القدر المشترك فقد عطل، ومن نفى القدر الفارق فقد مثل.


 


لقد علم العقلاء أن قول الممثل باطل لا يتوافق مع العقل السليم، فلو قيل: نملة قوية، وسفينة قوية، فهل صورة النملة كصورة السفينة في الكيفية لاشتراكهما في لفظ قوية مجردا عن الإضافة؟


 


وإذا كانت أوصاف البشر مختلفة، فهناك فرق كبير بين عرش بلقيس وعرش سليمان، ووجه يوسف عليه السلام ووجه غيره من بني الإنسان، فإن الفرق أعظم وأكبر من باب أولى بين أوصاف الخالق وأوصاف المخلوق، وسيقر المسلم في خشوع وخضوع أن استواء الله على عرشه ليس كاستواء البشر، ووجهه تعالى ليس كوجوههم، وسائر أوصافه ليست كأوصافهم، وأن الله عز وجل ليس كمثله شيء في ذاته وصفاته وأفعاله، وتلك طريقة الموحدين.


 


 أما الممثل لأوصاف الله بأوصاف البشر فهو ظالم لنفسه، متقول على ربه ما ليس له به علم، فهو في الحقيقة تخيل في ذهنه أن صفة الله الواردة في نصوص الكتاب والسنة كصورة إنسان، ثم عظمها له الشيطان، فعبدها على أنها المقصودة عند ذكره لأوصاف الله، وهو في الحقيقة إنما يعبد صنما، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في وصف حال الممثل: الممثل يعبد صنما.

google-playkhamsatmostaqltradent