recent
أخبار ساخنة

ما هي قاعدة رد البدعة التي وضعها أبو عبد الرحمن الأزدي؟


أبطل علماء أهل السنة والجماعة بدع المعتزلة العقلية، ووضعوا القواعد التي يردون بها على من قدم العقل على النقل في باب الصفات وسائر الأمور الغيبية، وكان من أبرزهم الشيخ أبو عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الأزدي، حيث أدخل على الخليفة الواثق بن المعتصم وهو مقيد بالسلاسل، وكان قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد قد أمر باعتقاله؛ لأنه كان لا يقول بخلق القرآن، فسلم على الخليفة غير هائب. فقال له الواثق: يا شيخ، ناظر أحمد بن أبي دؤاد. فقال الشيخ الأزدي: يا أمير المؤمنين هذا لا يقوى على المناظرة. فغضب الواثق وقال له: ابن أبي دؤاد لا يقوى على مناظرتك أنت؟! فقال: هوّن عليك يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في كلامه؟ فقال الواثق: قد أذنت لك. ثم التفت الشيخ الأزدي إلى أحمد بن أبي دؤاد رأس البدعة وقال له: يا بن أبي دؤاد أخبرني، أمقالتك في خلق القرآن واجبة في أصول الدين فلا يكون كاملا إلا بما قلت؟ قال ابن أبي دؤاد: نعم. قال الشيخ أبو عبد الرحمن: هل ستر الرسول صل الله عليه وسلم شيئا مما أمر الله به المسلمين في أمر دينهم؟ قال: لا. قال الشيخ: أفدعا إلى مقالتك هذه؟ فسكت بن أبي دؤاد! قال الشيخ الأزدي للخليفة الواثق: يا أمير المؤمنين هذه واحدة.



ثم قال: يا ابن أبي دؤاد أخبرني حين أنزل الله عز وجل: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ المائدة:٣. فقلت أنت: الدين لا يكون تاما إلا بمقالتك في خلق القرآن، فهل كان الله تعالى الصادق في إكمال دينه؟ أم أنت الصادق في نقصانه؟ فسكت بن أبي دؤاد. قال الشيخ لأمير المؤمنين الواثق: يا أمير المؤمنين اثنتان. ثم قال الشيخ: يا أحمد مقالتك هذه علمها رسول الله أم جهلها؟ قال: علمها. قال الشيخ: أفدعا الناس إليها؟ فسكت بن أبي دؤاد. قال: يا أمير المؤمنين ثلاث.

ثم قال: أخبرني يا ابن أبي دؤاد ، لما علم رسول الله صل الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها، هل وسعه أن أمسك عنها أم لا؟ قال أحمد بن أبي دؤاد: علمها وسكت عنها. قال الشيخ: وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلى y؟ قال: نعم. فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الخليفة وقال: يا أمير المؤمنين إن لم يسعه ما وسع رسول الله صل الله عليه وسلم السكوت عنه، فلا وسّع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله صل الله عليه وسلم أن يسكت عنه. قال الواثق: نعم، لا وسّع الله على من لم يسعه ما وسع رسول الله صل الله عليه وسلم أن يسكت عنه، فبكى الواثق وأمر بحل قيوده، فجاذب الشيخ الحداد على القيود ليحتفظ بها. قال الواثق: ولم؟ قال: نويت أن تجعل بيني وبين كفني لأخاصم بها هذا الظالم يوم القيامة، وبكى الشيخ أبو عبد الرحمن، وبكى الواثق، وبكى الحاضرون.

وبعد هذه المناظرة التي تعد قاعدة في هدم البدعة، رفع الله المحنة عن العباد، فلما تولى المتوكل الخلافة سنة 232هـ انتصر لأهل السنة وانتقم من أهل البدعة وجعل مذهب الدولة هو اتباع السنة وإن لم يعد بنقائه المعروف.

كتاب سهل - الرضواني
google-playkhamsatmostaqltradent