recent
أخبار ساخنة

كيف ظهرت الأسماء المشهورة منذ أكثر من ألف عام؟


  • الحديث الذي أخبر فيه رسول الله صل الله عليه وسلم أن الله له تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا وأن من أحصاها دخل الجنة، لم يسمعه من النبي صل الله عليه وسلم إلا صحابي واحد، هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر (ت:57هـ) رضي الله عنه، وقد رُوِيَ عن بعض الصحابة كأبي ذر، وسلمان الفارسي، وابن عباس، وابن عمر y، وكلها روايات واهية لا تصح عن رسول الله صل الله عليه وسلم، ولم تظهر الأسماء المشهورة بسردها المتتالي المعروف الآن إلا في نهاية القرن الثاني الهجري.
  • وقد حاول الوليد بن مسلم الشامي الدمشقي مولى بني أمية (ت:195هـ) أن يحصي أسماء الله الحسنى باجتهاده الشخصي، إما جمعا لما ورد في القرآن والسنة، وإما نقلا عن بعض العلماء في عصره، ثم أراد أن يفسر بما جمعه حديث التسعة والتسعين. فقد جمع ثمانية وتسعين اسما بالإضافة إلى اسم الجلالة، ورتبها ابتداء من اسم الله الرحمن الرحيم الملك القدوس.. سردا متتاليا، ختمه حسب رؤيته الشخصية باسم الرشيد الصبور.
  • وقد كان الوليد بن مسلم يحدث الناس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه والذي يشير إجمالا إلى وجود تسعة وتسعين اسما في القرآن والسنة، حيث يرويه عن شعيب بن أبي حمزة (ت:162هـ)، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان (ت:130هـ)، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (ت:117هـ)، عن أبي هريرة (ت:57هـ) رضي الله عنه، عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وبعد ذكره للحديث، يتبعه الوليد بن مسلم بذكر الأسماء التي أصبحت مشهورة الآن، والتي توصل إليها كتفسير شخصي منه للحديث. وقد اشتهرت شهرة واسعة بسبب تدوين الإمام أبو عيسى الترمذي (ت:279هـ) لها في سننه مدرجة من كلام الوليد بن مسلم مع نص حديث النبي صل الله عليه وسلم، فالإمام الترمذي هو السبب المباشر في نقلها لعامة الأمة الإسلامية وتعريفهم بها، وذلك بسبب اشتهار كتابه السنن في الآفاق؛ فهذه الأسماء لم تعرف على مستوى العامة في الأمة الإسلامية إلا في نهاية القرن الثالث الهجري، ولم يعرفها من الرواة إلا الذين جاءوا بعد الوليد بن مسلم، وهم الذين نقلوها عنه مدرجة أو ملحقة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والذي خلا في جميع رواياته التي تزيد على الخمسين من ذكر الأسماء المشهورة.
  • ومع أن الإمام الترمذي لما دون هذه الأسماء في سننه مدرجة مع الحديث النبوي الذي ورد في فضل إحصائها نبه على غرابتها، وهو يقصد بغرابتها ضعفها وانعدام ثبوتها، بخلاف نص الحديث المرفوع كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله، إلا أن التساهل في نقل الأحاديث بين عامة الناس والوعاظ، أو عدم تحقيقها عند كثير من المتكلمين الأشعرية وغلاة الصوفية وأصحاب المذاهب البدعية كان سببا في تقديس العامة لهذه الأسماء كتقديسهم للقرآن الكريم سواء بسواء.

كتاب سهل -الرضواني
google-playkhamsatmostaqltradent