recent
أخبار ساخنة

ما هي الأدلة النقلية على أن علم التقدير من مراتب القدر؟


دلت الأصول القرآنية والنبوية على أن تقدير أمور الخلائق تمت في علم الله عز وجل قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، لما رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول: (قدر الله المقادير، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) ( ).

والعلم المتعلق بما قدره الله من أمور الخلائق هو علم التقدير، وهو علمه تعالى بما سيكون، وهو نوع من علم الغيب الذي دون في اللوح المحفوظ، والذي فيه تفصيل ما سيكون من الخلائق بقدرة الله عز وجل، وما سينشأ من أحداث قدر الله وقوعها، فهو سبحانه قدرها ثم كتبها في اللوح، دل على ذلك ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وعرشه على الماء) ( ).

ومن هنا نعلم أن الكهان والعرافين والمنجمين كاذبون على رب العالمين في إدعائهم علم الغيب، وإخبارهم بما سوف يحدث للإنسان، لأنهم لا يخلقون شيئا في الملك، وليس لهم شركة مع الله عز وجل في إنشاء الخلق، وليس لهم شيء في تدبير الأمر، فهو الذي يملك الخلائق ويتصرف فيها كما يشاء، ولم يجعل لولي، أو شيخ، أو شهيد، أو إمام، أو حتى نبي، أو ملك، أو جني أن يطلعوا على الغيب متى شاءوا، بل الله عز وجل قد يطلع من يشاء على ما يشاء متى يشاء، لا يجاوز علمهم ما أراد الله إطلاعهم عليه مثقال ذرة، بل ذلك خاضع لإرادة الله تعالى لا لأهوائهم. قال تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ الأعراف:١٨٨.

google-playkhamsatmostaqltradent