recent
أخبار ساخنة

من هم الأشعرية وكيف كانوا امتدادا لمنهج المعتزلة والكلابية؟


الأشعرية من فرق المعطلة الجهمية وتنسب إلى أبي الحسن الأشعري علي بن إسماعيل أحد علماء القرن الثالث ولد في البصرة، وتعمق أولا في مذهب المعتزلة وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة، إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة.

ومن سيرته الذي ذكرها في كتابه أنه كان دائما ما يمل من اختلاف الفرق في وقته، فهداه الله إلى الحق واقتنع بما عليه السلف من اعتقاد مطابق لما جاء في القرآن والسنة النبوية فكان له موقف حاسم، وقد مكث في بيته خمسه عشر يوما لا يخرج إلى الناس، وفي نهايتها خرج يوم جمعه، وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا جموع الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن، وإن الله لا يُرى في الدار الآخرة بالأبصار، وإن العباد يخلقون أفعالهم، وها أنا تائب من الاعتزال مقلع متصد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم، معاشر الناس إنما تغيبت عنكم هذه المدة، لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة، ولم يترجح عندي شيء على شيء فاستهديت الله تعالى فهداني إلى اعتقاد ما أودعته كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقد كما انخلعت من ثوبي هذا ( ).

وقد مر الأشعري بمراحل في عقيدته انتهت بإثباته ما أثبته الله لنفسه على مراد الله ورسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل على طريقة السلف. ومن أشهر زعماء الأشعرية الذين انتسبوا إلى أبي الحسن الأشعري قبل توبته وعودته إلى مذهب السلف والذين يمثلون مذهب المتكلمين المعطلة الذي يدرس في البلاد الإسلامية حتى الآن أبو بكر الباقلاني، والبيضاوي، والشريف الجرجاني، والإمام أبو المعالي الجويني، وأبو حامد الغزالي، وأبو الفتح محمد الشهرستانى.

وقد وقف الأشاعرة بالنسبة للإيمان بصفات الله وقوفا مضطربا مملوءا بالتناقض المعهود عند المعتزلة، فذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى صفات نفسية راجعه إلى الذات وإلى صفات سلبيه اختاروا لها خمسة أقسام هي الوحدانية والبقاء والقدم والمخالفة للحوادث والقيام بالنفس.

وهنا حقيقة هامة ربما تخفى على كثير من الدارسين للمذهب الأشعري، تلك الحقيقة التي نستطيع الجزم بها، أن أبا الحسن الأشعري الذي ينتسب إليه جميع الأشعرية في البلاد الإسلامية اليوم، يدين لله في أغلب أمور العقيدة بغير ما يدين به هؤلاء، فطريقته في التوحيد طريقة سلفية تنطق بما نطقت به الأصول القرآنية والنبوية.

وهذا كتابه الإبانة عن أصول الديانة، وهو من أواخر ما كتب في بيان عقيدته، ولا يجرأ أحد من الأشعرية التشكيك في نسبته، لتواتر تلك النسبة إليه عند كل من ترجم لشخصيته، وقد جاء فيه بلا لبس أو غموض، أو تعصب أو جمود، جاء فيه التصريح بأن عقيدته التي يدين لله بها هي بذاتها وعينها ونفسها عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وقد أثبت فيها علو الله على خلقه، واستوائه بذاته على عرشه، وأنه تعالى في السماء، وأثبت جميع ما ورد في صفات الذات والأفعال على عكس طريقة الأشعرية في عصرنا، المنتهجين لطريقة الجهمية والمعطلة.

google-playkhamsatmostaqltradent