recent
أخبار ساخنة

ما تعريف الكبيرة وما ضوابطها التي وردت في النقل الصحيح؟


الكبيرة مخالفة الأمر الذي أوجبه الله عز وجل وفرضه على عباده، أو فعل ما نهى الله عنه نهي تحريم، مما ترتب عليه حد في الدنيا كالقتل والزنا والسرقة، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب، أو غضب، أو تهديد، أو لعن فاعله في كتاب الله أو سنة رسوله صل الله عليه وسلم؛ فإنه كبيرة من الكبائر.

وقد تتفاوت الكبائر فيكون بعضها أشد من بعض وفق ما تقرر من العقوبة شدة أو ضعفا، وقد وردت نصوص نبوية متعددة في بيان معنى الكبائر وماهيتها، وما هي أكبر الكبائر التي يجب على المسلمين تجنبها؟ وكلها نصوص تتكامل في مجموعها مع نصوص القرآن، لتظهر ما حذرنا الله عز وجل منه، ونهى عنه نهيا تكليفيا على سبيل الحتم والإلزام، كما ورد عند البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النّبي صل الله عليه وسلم قال: (الكبائِرُ الإشْراك بالله، وعُقوق الوالديْنِ، وقتْل النّفْس، واليمِينُ الغمُوسُ)

ومذهب أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحدا بالكبائر التي دون الشرك الأكبر، ولكن لا يمنحون صاحبها اسم الإيمان المطلق، فيقال: هذا مؤمن، ولكن يمنحونه اسما دالا على إيمان مقيد؛ فيقال مؤمن فاسق بكبيرته. ولا يقال هو مؤمن كامل الإيمان كما تقوله المرجئة، ولا يقال هو خارج من الإسلام كما تقوله الخوارج، أو هو في منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة، بل القول الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أن صاحب الكبيرة دون الشرك الأكبر مسلم وليس بكافر، لكنه ناقص الإيمان، وإذا لقي الله ولم يتب من هذه الكبائر فإنه تحت المشيئة، إن شاء عذبهم بذنبه، ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة بتوحيده وإيمانه، لكنه لا يخلد في النار، بخلاف الخوارج الذين يقولون بأنه في النار خالدا فيها، ومن دخل النار عندهم فإنه لا يخرج منها، وبخلاف المرجئة القائلين بأنه لا يمر على النار أبدا، بل هو من أهل الجنة ابتداء، وكلاهما مذهب ضلالة. والحق أنه تحت المشيئة، إن شاء عفا عنه بفضله، وإن شاء عذبه بعدله، ثم يخرجهم منها برحمته سبحانه أو شفاعة الشافعين من أهل طاعته كما صحت بذلك الروايات، ثم يخرجون من النار كالفحم محترقين، ثم يلقون في نهر يسمى نهر الحياة فتنبت أجسامهم ولحومهم، ثم إذا هُذبوا أذن الله لهم في دخول الجنة.


google-playkhamsatmostaqltradent