recent
أخبار ساخنة

من هم المعتزلة وكيف ابتليت بها الأمة الإسلامية؟


المعتزلة من فرق المعطلة الجهمية وهي فرقه ظهرت في القرن الثاني تنسب إلى رجل يسمى واصل بن عطاء الغزالي، نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الفلسفية، وأصبحت فرقه كبيره تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء، ثم انتشرت في أكثر البلدان الإسلامية انتشارا واسعا. وقد انتقلت أفكار هذه الفرقة في عقيدة التوحيد وتعطيل الصفات إلى أغلب الفرق الإسلامية، فشيعة العراق على الإطلاق معتزلة، وأيضا شيعة الأقطار الهندية والشامية والبلاد الفارسية، ومثلهم الزيدية في اليمن فإنهم على مذهب المعتزلة في الأصول، وكذلك انتقل منهجهم إلى الأشعرية والماتريدية.

والمعتزلة يطلق عليهم جهمية لاتفاقهم مع الجهمية في المنهج والمسائل الاعتقادية، وسموا بالقدرية بسبب موافقتهم للقدرية في إنكار القدر، وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم، ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله. وسموا أيضا بالثنوية والمجوسية لقولهم بوجود خالق للخير وخالق آخر للشر، ويسمون أيضا بالوعيدية؛ لأنهم اشتهروا بقولهم: لا بد لله من إنفاذ الوعد والوعيد لامحالة، وأن الله لا يخرج أحدا من أهل الكبائر من النار، ولا بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسمون بالمعطلة وهو اسم للجهمية ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها، وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من النصوص، وقد سموا أنفسهم بالمنزهين لله، وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل المشبه والحشوية والقدرية.

وقد ابتدعت المعتزلة بالعقل الفاسد أصولا خمسة جعلتها أصول الدين وعطلت بها النقل، وحملت النصوص على غير ما تحتمل تحت مسمى التأويل، وهو في حقيقته تحريف للكلم عن مواضعه، وهي العدل والتوحيد والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد استطاعت المعتزلة الهيمنة على عقل الخليفة العباسي المأمون بن هارون، واستجلبوه إلى جانبهم، وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، وكان يسوقه ويوجهه قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد، ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوه، بل حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي، ورغب الناس فيه، ورهبهم من تركه، ولقي المسلمون عنتا شديدا منه، وفتن كثيرة من الناس، وكانت تسمى هذه الفترة بمحنه خلق القرآن، وقد بلغوا الذروة في ابتلاء العلماء والعامة، كل ذلك جلب السخط العام على رجال الدولة، فأبطل الخليفة المتوكل المحنة وأبطل القول بخلق القرآن بعد فترة، وأبطل المحاكمات الجائرة ونصر المحدثين نصرا مؤزرا، فأصبح القول بالاعتزال يتحدث به بين أتباعه سرا بعد أن كان جهرا.

google-playkhamsatmostaqltradent