recent
أخبار ساخنة

ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة النزول ؟




عقيدة أهل السنة في صفة النزول الإيمان بما أخبر رسول الله صل الله عليه وسلم عن ربه، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صل الله عليه وسلم أن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، كما ورد عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: (ينْزِل ربّنا تبارك وتعالى كُلّ ليْلةٍ إِلى السّماءِ الدّنْيا حِين يبْقى ثلُثُ اللّيْلِ الآخِرُ، يقُول: منْ يدْعُونِي فأسْتجِيب لهُ، منْ يسْألُنِي فأعْطِيهُ، منْ يسْتغْفِرُنِي فأغْفِر لهُ).



واعتقاد السلف في النزول إلى السماء الدنيا كاعتقادهم في استواء الله على عرشه فكما قالوا: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فكذلك القول في النزول: النزول معلوم المعنى، غير معلوم الكيفية، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.



ومعلوم أن حقيقة السماء الدنيا لا يعلم كيفيتها إلا الله، فهذه الكواكب والنجوم التي زينت بها السماء الدنيا والتي لا يحصيها إلا الله عز وجل، قد عجز الإنسان في العصر الحديث أن يخرج من مجال المجموعة الشمسية التي لا تمثل شيئا في هذه النجوم؛ ومن المعلوم أيضا أن بيننا وبين أقرب الكواكب من المجرات الأخرى ملايين السنوات الضوئية، في كون فسيح لا يعلم مداه ولا منتهاه إلا الله عز وجل، والخطأ الذي وقع فيه الأشعرية الذين ينفون صفة النزول أنهم تصوروا أن السماء في شأنها يماثل سبعة طوابق في عمارة كبيرة، وأن النازل إلى أول طبقاتها لا بد أن يهبط على الدرج باتجاه سلالمها، ثم أرادوا بعد هذا الفهم السيئ الذي جسدوه في أذهانهم أن ينفوا أحاديث النزول بتأويل نصوصها تأويلا باطلا.



والحقيقة أن نزول الخالق سبحانه لا يعني أنه يتخلل في طبقات السماوات حتى يصل إلى السماء الدنيا كما كيفوه، وهذا الفهم لا يمكن أن يرد بحال على ذهن واحد من أهل السنة والجماعة، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يحيط به شئ من مخلوقاته، وهو مستو على عرشه بائن من خلقه كما بينت نصوص القرآن والسنة، فالكرسي الذي وسع السماوات والأرض لا يمثل بالنسبة لعرش الرحمن إلا كحلقة في الصحراء كما ثبت في السنة.



ويضاف أيضا أن الزمان والمكان في عالم الشهادة يختلفان تماما عن الزمان والمكان في عالم الغيب، فلا يلزم قول القائل: الليل هنا نهار هناك، أو الثلث الأخير يحل في كل لحظة على مدار خطوط الطول والعرض على سطح الأرض، فالله سبحانه وتعالى نزوله نزول حقيقي معلوم، له كيفية مجهولة لنا، معلومة لله عز وجل، والإيمان بوجود الكيفية واجب، والسؤال عنه بدعة.



والرسول صل الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بالله عز وجل، وأنصحهم للأمة، وأقدرهم على البيان وحسن العبارة التي لا توقع لبسا، قد صرح بالنزول مضافا إلى الله في جميع الأحاديث، ولم يذكر في موضع واحد ما ينفي الحقيقة، فمن حاول رد هذه الأحاديث، أو قال بأن النزول نزول معنوي وليس حقيقيا، فقد نسب إلى الرسول صل الله عليه وسلم التقصير في بيانه وتعليمه ونصحه.

كتاب سهل - الرضواني
google-playkhamsatmostaqltradent