recent
أخبار ساخنة

ما هي أنواع السالكين في التصنيف البدعي الصوفي؟




يقسم الصوفية أنواع السالكين إلى مرضاة رب العالمين تقسيما بدعيا يتمثل في ثلاثة أنواع، وهم العابدون والمريدون والعارفون، فالعابدون هم العامة وهم الصحابة والتابعون، والمريدون هم الخاصة وهم أرقى درجة من العابدين، والعارفون هم خاصة الخاصة وهم أعلى درجة من المريدين عند الصوفية، وقد ارتبط هذا التقسيم بالمراحل الفكرية المختلفة التي مر بها التصوف ولا زال حتى عصرنا، فهم ثلاثة أنواع:



النوع الأول: العابدون وهم أدنى أنواع السالكين وأقل الناس منزلة عند الصوفية، وهم الذين جعلوا غايتهم طلب الجنة والبعد عن النار، وتمسكوا بتوحيد العبادة لله كما ورد في الكتاب والسنة وكما كان عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة، وكما وصفهم الصوفية هم الزاهدون في الدنيا المعرضون عن زخرفها وجاهها، المقبلون على الله عز وجل بقلوبهم، قد أحكموا أركان الإسلام وحفظوا الحدود، وتمسكوا بالسنن، وبحثوا في أنواع الطاعات والآداب والعبادات والأخلاق الشريفة، والأحوال المرضية، وطالبوا أنفسهم بمتابعة رسول الله صل الله عليه وسلم والأسوة به، واقتفاء أثره، بما بلغهم من آدابه وأخلاقه، وأفعاله، وأحواله فعظموا ما عظم، واختاروا ما اختار، وتركوا ما ترك، وصبروا على ما صبر، وعادوا من عادى، ووالوا من والى، وفضلوا من فضل، ورغبوا فيما رغب وحذروا مما حذر.

النوع الثاني: من السالكين عند الصوفية هم المريدون، وهم أعلى من درجة العابدين، لأنهم لا يرغبون في جنة ولا يخافون من نار، بل جعلوا النفس سجينة في البدن، ولا مراد لهم إلا محبة ربهم، ولا يريدون في محبته عوضا من الدنيا أو من الآخرة، بل يمارس الرقابة على نفسه طالبا محبة الله وقربه.

وهؤلاء يظنون أن طلب الجنة مراد النفس، ولا بد للمرء من البعد عن مراده، فالجنة لا خطر لها عند المحبين، وأهل المحبة محجوبون عن الآخرة بمحبتهم، ويزعمون أن المريد من خواص العباد الذين لو بزقوا على جهنم لأطفئوها وأن الله لو حجبهم في الجنة عن رؤيته لاستغاثوا بالخروج من الجنة، كما يستغيث أهل النار بالخروج من النار.

ويزعمون أيضا أن الغاية عندهم هي الحرص على الوصول إلى رب الجنة، وليس إلى الجنة، والخوف من إعراض رب النار، وليس من حريقها، هاتان الغايتان مرتبتان أعلى عند هؤلاء من مرتبة التجار من العابدين التي كان ينظر بها للعلاقة بين العبد وربه.وأصبح الذكر عند المريدين غير مقيد بالقرآن والسنة بل بمعني تذكر القلب بلا نسيان، وترديد الأوراد على اللسان وهي من تلقين شيوخ الطريق العارفين يلقنونه للمريد ليغيب بترديده عن كل مراد سوى المحبوب، وينشغل عن كل خاطر سوى المطلوب، لا ينشغل بطلب جنة أو نار، ولا يكون لديه وقت لمثل هذه الأفكار.


النوع الثالث: من السالكين عند الصوفية هم العارفون، وهم أعلى درجة من المريدين لأنهم أصبحوا من أصحاب الفناء عن الحواس وفقدان الإحساس، الذي يصبح الصوفي متحدا بالله، حالا فيه، فاقدا لوعيه فقدانا تاما، فقد محيت رسومه، وفنيت هويته بهوية الله، وغيبت آثاره بآثار الله، وأصبحت المعرفة للعارف مرآة إذا نظر فيها تجلى له مولاه فلا يرى في نومه غير الله، ولا في يقظته غير الله، ولا يطالع غير الله تعالى.

هذا وصف العارف عندهم لا يتوقف عند حدود العابدين والمريدين بل طلق الدنيا والآخرة ثلاثا ثلاثا بتاتا لا رجعة فيها، إلى الاتحاد بالله، ويكون كلام الله هو كلام الصوفي؛ لأن كلا منهما حل بمحل الآخر، وتخلل فيه واتحد به، وقد أطلق الصوفية على العارفين منهم مصطلح أصحاب العلم الباطن، وأصحاب علم الحقائق، وأصحاب العلم اللدني.

كتاب سهل - الرضواني
google-playkhamsatmostaqltradent