recent
أخبار ساخنة

ما هي أنواع الإرادة التي وردت في كتاب الله؟


مشيئة الله لا تكون إلا كونية فقط، كما أن المحبة لا تكون إلا شرعية فقط، أما الإرادة فهي كونية وشرعية، وعدم التفريق بين الإرادة الكونية والشرعية أدى إلى الضلال في النظر إلى أفعال الله عز وجل من وجه واحد فقط، فيجعلون التدبير الشرعي بمعنى التدبير الكوني حتى جعلوا الله مريدا محبا لجميع الكائنات، ولم يميزوا بعد ذلك بين إيمان وكفر، ولا معروف ولا منكر، ولا حق ولا باطل، ولا مهتدى ولا ضال، ولا راشد ولا غوي، ولا ولي لله ولا عدو، ولا بين أعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار، ولا بين الأبرار والفجار حيث شهدوا ما تجتمع فيه الكائنات من القضاء السابق والمشيئة النافذة والقدرة الشاملة، وقالوا الكل إرادة الله عز وجل ، محتجين بالنصوص التي وردت في الإرادة الكونية كقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يس:٨٢. 

وقوله: تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ البقرة:٢٥٣.

وهؤلاء شهدوا المشترك بين المخلوقات من نفاذ المشيئة الإلهية والقضاء المبرم والإرادة الكونية ووقوع المقادير، وتعاموا عن الفارق بينهما من جهة الأخذ بالأسباب وإرادة الله الشرعية في التكليف بالأحكام وشرائع الإسلام وتمييز الحلال من الحرام، وترتيب الأجر في الإسلام، والعقاب على الإجرام، وإرادة الله عز وجل التي وردت في مثل قوله تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا النساء:٢٧. فلو كانت هذه الإرادة كونية لوقعت التوبة من جميع المكلفين.

وكذلك كان من ضلالة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية في إيران والعرق ولبنان بسبب اعتقادهم أن إرادة التطهير لأهل البيت إرادة كونية وهي ليست كذلك، فالإرادة في قوله تعالى:وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا الأحزاب: ٣٣.
google-playkhamsatmostaqltradent