recent
أخبار ساخنة

العَلِيٌّ


قال الله تعالى: ( وسِع كرسِيُّه السَّمَاوات والأرض ولا يَؤُودُه حِفظُهمَا وهو العليُّ العظِيم ) [البقرة:255] .
والعلي سبحانه هو الذي علا بذاته فوق جميع خلقه، فاسم الله العلي دل على علو الذات والفوقية، فهو سبحانه عال على عرشه بكيفية حقيقية معلومة لله مجهولة لنا، ودائما ما يقترن اسم الله العلي باسمه العظيم، وكذلك عند ذكر العرش والكرسي، ولما ذكر الله إعراض الخلق عن عبادته أعلم نبيه صل الله عليه وسلم في أعقاب ذلك أنه الملك الذي لا يزول عن عرشه بإعراض الرعية كشأن الملوك من خلقه، لأنه المستغني بذاته، الملك في استوائه لا يفتقر إلى أحد في قيام ملكه أو استقراره، ومن قال لنبيه صلي الله عليه وسلم: فإن تولوا فقل حسبي الله لا إلهَ إلا هو عليْه توكّلت وهو رَبُّ العرشِ العظِيمِ [التوبة:129]، والآيات كثيرة وواضحة في إثبات علو الذات والفوقية، والثابت الصحيح أن معاني العلو عند السلف ثلاثة معان دلت عليها أسماء الله المشتقة من صفة العلو، فاسم الله العلي دل على علو الذات، واسمه الأعلى دل على علو الشأن، واسمه المتعال دل على علو القهر .
ومن الدعاء باسم الله العلي ما صح من حديث عبادة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (مَن تعارَّ مِن الليْل فقال حِين يَستيقِظ: لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شرِيكَ له، له الملك وله الحمْدُ وهو على كل شيء قدِيرٌ، سُبْحان الله، والحمْدُ لله ولا إلهَ إلا الله، والله أكْبَرُ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظِيمِ ، ثمَّ دَعا: رَب اغفِر لي غفِرَ له) ( )، ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غفرت له ذنوبه أو خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر) ( ) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه العلي توحيد الله بتعظيمه وطاعته، والدعوة إلي محبته وعبوديته، لاسيما إذا أيقن أن النفع في ذلك يعود عليه لا على ربه، وأن الله غني في علوه لا يفتقر إلى أحد من خلقه، وأنه مهما مدحناه وأثنينا عليه فهو أعلى من وصفنا، وأجل من مدحنا، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، هو أهل الثناء والمجد، ومدحه وتوحيده أحق ما قال العبد، وإذا كانت الملائكة في السماء تخشع عند سماع قوله، وتفزع عند إلقاء وحيه فحري بالعبد أن يخشع لسماع قوله ويلين قلبه عند ذكره، وأن يتذلل بين يدي مولاه فيركن إليه، ويعتمد عليه، ثقة في أنه العلى ولا علي على الإطلاق سواه .

google-playkhamsatmostaqltradent