recent
أخبار ساخنة

ما هي أسباب الشرك بالله؟ وما هي أنواعه المترتبة عليها؟


لما كان معنى الشرك يرجع إلى الشراكة والمشابهة بين اثنين أو أكثر في وصف من الأوصاف، فإن الشرك بالله يرجع في حقيقته إلى ثلاثة أصناف أو أنواع هي أسباب الشرك الحقيقية:

السبب الأول: التشبه بالخالق، وهو السبب في شرك الربوبية، ومبناه على طلب العلو الذاتي والاستكبار، وعدم الافتقار إلى رب العزة والجلال، والتشبه بالله في العلو والكبرياء، وتأليه النفس بالاستعلاء، ودعوة الناس إلى الخضوع له والذكر لاسمه ووصفه بالمدح والثناء والتعظيم والإطراء. وهذا الشرك في الربوبية هو الذي نفاه الله عن عيسى عليه السلام وبرأه منه وبين أنه عبد لله لا يستنكف عن توحيد العبودية، فقال تعالى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ ، فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ المائدة:١١٦/١١٨

السبب الثاني: تشبيه المخلوق بالخالق، وهو السبب في شرك العبادة ومبناه على الغلو في تعظيم المخلوق وإعطاؤه منزلة فوق منزلته، حتى جعلوا فيه حظا من الإلهية، وشبهوه بالله سبحانه، وهذا هو التشبيه الواقع في سائر الأمم، وهو الذي أبطله الله سبحانه وحذر العباد منه، وبعث رسله وأنزل كتبه بإنكاره والرد على أهله، فهو سبحانه نهى عن تشبيه غيره به، وحرم على العباد أن يجعلوا غيره مثيلا له، وندا له، وشبيها نظيرا. قال تعالى:وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ البقرة:١٦٥.

السبب الثالث: تشبيه الخالق بالمخلوق، وهو السبب في شرك الأسماء والصفات، وهو الذي وقع فيه المتكلمون من أتباع الجهمية، وخالفوا فيه الفطرة النقية، وظنوا أن نصوص القرآن والسنة تدل عليه، وأنها نصوص توهم التشبيه والجسمية، فبالغوا في نفي ما توهموه من التشبيه بالتأويل الباطل، وتحريف الكلم عن مواضعه، وصرفه عن حقائقه بالمجازات والمجازفات وغرائب اللغات. قال ابن القيم رحمه الله: (ليس في الأمم المعروفة أمة جعلته سبحانه مثلا لشيء من مخلوقاته، فجعلت المخلوق أصلا وشبهت به الخالق، فهذا لا يعرف في طائفة من طوائف بني آدم، وإنما تشبيه المخلوق بالخالق هو المعروف في طوائف أهل الشرك، غلوا فيمن يعظمونه ويحبونه حتى شبهوه بالخالق، وأعطوه خصائص الإلهية، بل صرحوا أنه إله وأنكروا جعل الآلهة إلها واحدا)

google-playkhamsatmostaqltradent