recent
أخبار ساخنة

ما هو مذهب الباطنية وما مكائدها الخبيثة للأمة الإسلامية؟


يعتبر مذهب الباطنية من أخبث وأردأ المذاهب، وقد تم تأسيس هذا المذهب فيما ذكره أبو حامد الغزالي في اجتماع لقوم من أولاد المجوس وشرذمة من الملحدين، وبقايا من اليهود، وقالوا: إن محمدا غلب علينا، وأبطل ديننا، واتفق له من الأعوان ما لم نقدر على مقابلتهم، ولا مطمع لنا في نزع ما في أيدي المسلمين من المملكة بالسيف والحرب لقوة شوكتهم وكثرة جنودهم، وكذلك لا مطمع لنا فيهم من قبيل المناظرة لما فيهم من العلماء والفضلاء والمتكلمين والمحققين فلم يبق إلا اللجوء إلى الحيل والدسائس ( ).

ثم اتفقوا على وضع حيل وخطط مدروسة يسيرون عليها لتحقيق أهدافهم من خلال التظاهر بالإسلام وحب آل البيت والانتصاف لهم، ودعوى أن النصوص لها ظاهر وباطن، والظاهر قشور والباطن لبّ، والعاقل يأخذ اللبّ ويترك القشور، وهذا الزعم الكاذب يريدون من ورائه سلب المعاني عن الألفاظ، والإتيان بمعان باطنية تتفق مع ما يهدفون إليه من الكيد للإسلام. واختاروا أن يدخلوا على المسلمين عن طريق التشيع، وعلى مذهب الرافضة، وإن كان هؤلاء الباطنيون يعتبرون الروافض أيضا على ضلال إلا أنهم رأوهم أردأ الناس عقولا، وأسخفهم رأيا، وألينهم لقبول المحالات، وأطوعهم للتصديق بالأكاذيب المزخرفات ، وأكثر الناس قبولا لما يلقى عليهم من الروايات الواهية الكاذبة، فتستروا بالانتساب إليهم ظاهرا للوصول إلى أصناف الناس، فكان ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، أو كما قال بعض العلماء: إن الإمامية دهليز الباطنية، وهذا هو التفسير الواضح لما تلحظ من التقارب الشديد بين الباطنية والرافضة ( ).

واتفقوا أن يبثوا دعاتهم وأن يلزموهم بخطة ماكرة، وهي أنه يجب على كل داعية أن يوافق هوى المدعو مهما كان مذهبه ودينه مستعملا معه تسع حيل معروفة ومقننة عنهم. وكان من أبرز دعاتهم ميمون بن ديصان القدّاح، وهو رئيسهم تظاهر بالإسلام على يدي جعفر الصادق وترك المجوسية فغيروا اسمه إلى القداح فيما بعد، وهو فارسي من الأهواز ( ).

ومن أبرز دعاتهم حمدان بن الأشعث الأهوازي الملقب بقرمط، أصله من خوزستان، ولقب بقرمط لقصر كان فيه، فرجلاه قصيرتان بشكل ملفت للنظر الأمر الذي جعله ناقما على المجتمع، وقد سماه ابن كثير قرمط بن الأشعث البقار ( ). 

وقد تحمل دعاة الباطنية كثيرا من المشقة والآلام والأسفار الكثيرة في نشر باطلهم من بلد إلى بلد. ومن أسماء الباطنية التي يتخفون تحتها الإسماعيلية، والسبعية، والتعليمية والإباحيّة، والملاحدة، والمزدكية، والبابكية والخرمية، والمحمرة، ومن الأسماء التي أطلقت على الباطنية، وأصبحت علما تاريخيا على ضلالهم اسم القرامطة، وسبب تسميتهم بهذا الاسم انتسابهم إلى رجل يقال له حمدان قرمط.

والباطنية القرامطة لهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة، فإذا كانت لهم مكنة يسفكون دماء المسلمين، وإن عجزوا لجئوا إلى الخطط والمؤامرات السرية ضدهم، وحينما استولوا على البحرين وصارت لهم فيه دولة عاشوا في الأرض فسادا. وكذلك حينما تمكنوا من الوصول إلى مكة والناس في الحج قتلوا الحجيج، بل حصدوهم كما تحصد الحشائش، وألقوا بجثثهم في بئر زمزم، وبعضهم دفنوهم في صحن المسجد، وبعضهم تركوهم جثثا منثورة، ثم اقتلعوا الحجر الأسود وأخذوه معهم، وقتلوا من علماء المسلمين ومشايخهم وأمرائهم وجندهم ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى.

وهم دائما مع كل عدو للمسلمين، فقد كانوا في أيام الحروب الصليبية أعظم أعوان النصارى، فلم يستول الصليبيون على السواحل الشامية إلا من جهتهم، وما دخل التتار بلاد المسلمين إلا بمعونتهم، فلقد كان النصير الطوسي أبرز عيونهم، ولقد كان الخليفة مغترا به. وما أن دخل التتار بغداد حتى حرضهم النصير الطوسي على قتل الخليفة وعشرات الألوف من المسلمين، وهدم عليهم دورهم، وقتل النساء والأطفال، وسبى من أراد سبيه من نسائهم وفضحهن، وأغرق كثيرا من كتب المسلمين في نهر دجلة حتى تغير ماء النهر( ).

وأعظم أعيادهم هو اليوم الذي يصيب المسلمين فيه بلاء وكرب، كيوم استيلاء الصليبيين على سواحل الشام، وكيوم استيلاء التتار على بغداد. كما كانت أعظم مصائبهم يوم أن نصر الله المسلمين على التتار والصليبيين.

google-playkhamsatmostaqltradent