recent
أخبار ساخنة

الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان:

الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان، فأركان الإيمان حصرها رسول الله صلي الله عليه وسلم في ستة أركان، روى الإمام مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قَال: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَال: (بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُول اللهِ صلي الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلعَ عَليْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَليْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلسَ إِلى النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلى فَخِذَيْهِ وَقَال يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ فَقَال رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِليْهِ سَبِيلا قَال صَدَقْتَ قَال فَعَجِبْنَا لهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَال فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ قَال أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَال صَدَقْتَ قَال فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ قَال أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَال فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ قَال مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلمَ مِنَ السَّائِل قَال فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَال أَنْ تَلدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي البُنْيَانِ قَال ثُمَّ انْطَلقَ فَلبِثْتُ مَليًّا ثُمَّ قَال لي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ قُلتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلمُ قَال فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلمُكُمْ دِينَكُمْ


فأركان الإِيمَانِ التي ذكرها رسول الله لجبريل وهو في صورة الأعرابي أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وقد صدقه جبريل على ذلك.


وهذه الأركان حملت في ترتيبها معنا مقصودا، فالمعنى الموضوع بين أركان الإيمان، أن تؤمن بالله الذي أنزل ملائكته بكتبه على رسله ليحذروا العباد من اليوم الآخر، فإذا انتهى الناس بعد العرض والحساب، واستقروا في الآخرة للثواب والعقاب، عندها يتم قدر الله كما ورد في أم الكتاب، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذه حقيقة الإيمان بالقدر خيره وشره، فمن حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في كتاب القدر أنه قَال: (سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلي الله عليه وسلم يَقُولُ:كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلائِقِ قَبْل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلفَ سَنَةٍ


وروى الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن سُرَاقَة بْنَ مَالكٍ رضي الله عنه قَال: (يَا رَسُول اللهِ بَيِّنْ لنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلقْنَا الآنَ فِيمَا العَمَلُ اليَوْمَ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ قَال لا بَل فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الأَقْلامُ وَجَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ قَال فَفِيمَ العَمَلُ؟ قَال: (فَقَال اعْمَلُوا فَكُل مُيَسَّرٌ لعَمَلهِ


وقبل أن نبد في تفصيل الموضوع لا بد من التنبيه على أن توحيد الربوبية هو أساس الفهم الصحيح لقضية الإيمان بالقضاء والقدر، فالسلف يؤسسون فهمهم للقضاء والقدر على توحيد الربوبية، وإفراد الله بالخالقية، وما يلزم ذلك من صفات الله كالعلم والإدارة والقدرة، فيستحيل عندهم حدوث شيء أو فعل بدون علمه أو قدرته سبحانه وتعالى، فلا يخرج عن قدرته مقدور، ولا ينفك عن حكمه مفطور، ولا يعذب عن علمه معلوم، يفعل ما يريد، ويخضع لحكمه العبيد، ولا يجرى في سلطانه إلا ما يشاء، ولا يحصل في ملكه إلا ما سبق به القضاء، ما علم أنه يكون من المخلوقات أراد أن يكون، وما علم أنه لا يكون أراد ألا يكون، فهو سبحانه وتعالى عالم بما كان وما هو كائن وما سيكون وما لو كان كيف يكون .


فمن شروط صحة إيمان العبد أن يصدق بجميع أقدار الله تعالى خيرها وشرها، أنها من الله تعالى، سابقة في علمه جارية في خلقه بحكمه، فلا حول لهم عن معصيته إلا بعصمته، ولا قوة لهم على طاعته إلا برحمته، ولا يستطعيون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا بمشيئته .


فتوحيد الربوبية هو إفراد الله بأفعاله؟ أو إفراد الله بالخلق والتدبير، فلا لا خالق إلا الله، ولا مدبر للكون سواه، فالرب في اللغة هو من أنشأ الشيء شيئا فشيئا إلى حد التمام، وهو مبنى على التربية أو إصلاح شئون الآخرين ورعاية أمورهم، وأول ركن في توحيد الربوبية إفراد الله بالخلق والتقدير والتكوين وإنشاء الشيء من العدم، ومن ثم إفراده بلوازم ذلك من العلم والمشيئة والقدرة، والملك والغنى والقوة والإحياء والإبقاء والهداية، والرزق والإمداد والرعاية، والإفناء والإماتة والإعادة، والهيمنة والعزة والإحاطة، وكل ما يلزم من صفات الذات وصفات الأفعال لتخليق الشيء وتصنيعه، فالخالق هو الذي يستغنى بنفسه فلا يحتاج إلى غيره، وأن يحتاج إليه كل من سواه .

google-playkhamsatmostaqltradent