recent
أخبار ساخنة

اذكر باختصار تاريخ دعوة التوحيد من عصرآدم إلى نوح؟

وكل الله تعالى آدم عليه السلام منذ خروجه وزوجته من الجنة بالرسالة السماوية التي احتوت على أوامر الله التكليفية ليلتزم بها فيما استخلفه واسترعاه، وأمره بتبليغها إلى ذريته، ثم تكاثر الناس وانتشروا في جهات الأرض، حتى كان منهم الشعوب والقبائل، ومع تطاول العهد نسوا وصايا أبيهم آدم، وضيعوا دينهم، ولعبت بهم الأهواء، وأضلتهم الشياطين، فأشركوا وظلموا وكفروا بالله، فتداركهم الله بإرسال الرسل معلمين ومبشرين ومنذرين كما قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ فاطر:٢٤.

وكان أول فساد وقع على الأرض قتل أحد ابني آدم لأخيه، ثم فسد حال الناس بعد ذلك وتطاول عليهم العمر، وصاروا يعبدون الأوثان، وقد أثبت القرآن الكريم خمسة أوثان كانوا يقدسونها ويعبدونها، وهي ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، فبعث الله تعالى نوحا عليه السلام لما عبدت هذه الأصنام والطواغيت، فكان أول رسول بعث إلى أهل الأرض.

ولما بعث الله نوحا عليه السلام دعاهم إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له وألا يعبدوا معه صنما ولا تمثالا ولا طاغوتا، وأن يؤمنوا بوحدانيته وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، فدعاهم إلى الله مرارا، ليلا ونهارا، جهرا وإسرارا، وكل هذا لم يؤثر فيهم، بل استمر أكثرهم على الطغيان والضلالة، وعبادة الأصنام والأوثان، ونصبوا له العداوة في كل وقت وآن، وقد تطاول الزمان والمجادلة بينه وبينهم ولما رأى نوح عليه السلام أنه لا خير فيهم، وأنهم تواصلوا في أذيته ومخالفته وتكذيبه بكل سبيل دعا عليهم بالهلاك، فاستجاب الله دعوته وأمره أن يصنع سفينة لنجاة المؤمنين؛ لأن الله قدر إغراقهم، فنجاه الله بها، وفتح بينه وبين قومه، وأقر عينه ممن خالفه وكذبه، وأرسل الله تعالى من السماء مطرا، لم تعهده الأرض قبله حتى لم يبق على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء، ثم أمر الله الأرض أن تبتلع ماءها وأمر السماء أن تقلع.

لقد جعل الله ذرية نوح الباقين من نسل آدم، فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم ينسبون إلى من ركبوا السفينة مع نوح، وما ورد في القرآن يقتضي أن نوحا عليه السلام مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاما، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون، ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟

google-playkhamsatmostaqltradent